خلف الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان وتبعته موجات مد عاتية "تسونامي" الكثير من الاضرار البشرية والمادية، كما وانه سبّب معضلة ما زالت السلطات تحاول حلها وهي تسرب الاشعاعات من المفاعل النووية.
حيث رصدت مستويات إشعاعية تفوق الطبيعية بعشرة ملايين مرة في المفاعل رقم اثنين من محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية المعطوبة في اليابان، وفق ما ذكرت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو".
وأشارت "تيبكو"، إلى اكتشاف مليارين وتسعمائة مليون بيكريل من الإشعاع في كل سنتيمتر مكعب واحد من عينة مياه مأخوذة من الطابق السفلي لمبنى التوربين المتصل بالمفاعل رقم اثنين. وأوضحت الشركة أن القراءة تفوق بعشرة ملايين مرة مستوى الإشعاع في المياه، التي تدور داخل مفاعل يعمل بشكل طبيعي.
وتقول شركة تيبكو، إن المواد المشعة تتضمن مليارين وتسعمائة مليون بيكريل من عنصر اليود المشع 134، وثلاثة عشر مليون بيكريل من عنصر اليود المشع 131، ومليونين وثلاثمائة ألف بيكريل لكل من عنصري السيزيوم المشع 134 والسيزيوم المشع 137. ويتم عادة إصدار هذه المواد عند حدوث عملية انشطار نووي داخل قلب المفاعل، وفق شبكة "ان اتش كي" اليابانية.
ورجحت "تيبكو" التلوث المفرط للمياه أن يكون ناجما عن تلف لقلب المفاعل، مشيرة إلى أنها تحاول تحديد كيفية حدوث هذا التسرب. وقال هيدهيكو نيشياما، من وكالة الأمان النووي والصناعي الياباني: "بالتأكيد نحن قلقون من واقع ارتفاع معدلات الإشعاع، ولكن في هذه المرحلة لا نرى أن لها تأثيراً سلبياً على الصحة".
وبعد مرور أكثر من أسبوعين على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في 11 مارس/ آذار الجاري، وما نجم عنه من أمواج "تسونامي" عاتية، ما زالت السلطات اليابانية تكافح من أجل وقف التسرب الإشعاعي من محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية. والسبت، أعلنت السلطات اليابانية رصد عنصر اليود المشع بكميات تفوق المستويات المسموح بها 1850 مرة في مياه البحر، بالقرب من محطة "فوكوشيما" رقم واحد.
وكشفت الوكالة اليابانية للأمان النووي والصناعي، عن استمرار تسرب المواد المشعة من ثلاثة مفاعلات بالمحطة رقم واحد، في الوقت الذي ما زال الوضع في المفاعل رقم ثلاثة يُنذر بـ"كارثة نووية" محتملة، قد تمتد أثارها إلى الدول المطلة على جانبي المحيط الهادئ.
ومن جهة اخرى، تجمع الشعب الياباني امام مقر "طوكيو للطاقة الكهربائية"، محتجين على عجز السلطات المعنية عن التصرف، ومطالبين بوجود حلول فورية لمشكلة التسرب النووي الذي يهدد حياة الملايين.