هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  قدم لها "التوكال" مع طعام العشاء لتتغير حياتها للأبد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
press
Admin
press


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 09/04/2011

 قدم لها "التوكال" مع طعام العشاء لتتغير حياتها للأبد Empty
مُساهمةموضوع: قدم لها "التوكال" مع طعام العشاء لتتغير حياتها للأبد    قدم لها "التوكال" مع طعام العشاء لتتغير حياتها للأبد I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 12, 2011 9:47 am


قدم لها "التوكال" مع طعام العشاء لتتغير حياتها للأبد

أسرة

لا يترسخ الألم ولا يتعمق إلا إذا المرض والشعور بالأذية والضياع ، خاصة إذا حار الطبيب وعجزت العقاقير، وبدأت رحلة البحث عن مرض مخيف ومجهول يدعى "التوكال" وشكل بدائي من أشكال الانتقام

مميزاته ثبوت وقوع الجريمة وإفلات المجرم باستمرار.. رحلة لم تتوقف إلا بعد أن أحالت الجسد إلى شبح وسكنت الروح وساوس وهلوسات. توقف الزمن للحظات وأسرع شريط الذكريات يمر بخاطر ثريا، فيه سطر واحد للفرح والباقي كله مسلسل عذاب ومعاناة.. تألمت كثيرا وهي تحكي تفاصيله لنا ، واغرورقت عيناها بالدموع وهي تردد "ذهب الجمال والصحة ، ووهن العظم.. ولن أسامح من كان السبب..".

وانطفأت الثريا...

ثريا امرأة في الأربعينيات من عمرها، عاشت طفولة مؤلمة وقاسية، توفي والدها وهي ماتزال صغيرة ، ولم تحظ بالعطف الأبوي ولا بالحنان من طرف الأم التي اضطرتها إكراهات الحياة أن تدخلها رفقة أختها إلا الخيرية، حيث ستقضي طفولتها بعيدا عن الدفء الأسري ، وتخرج منها على تجربة أخرى مختلفة تماما عن الطفولة والصبا، وهي الفتاة المنعدمة التجارب.. لقد وضع القدر في طريق الشابة الجميلة ذات الملامح العربية الساحرة رجلا رصيده من الحياة لا يعادل رصيدها الصفر، فتوهمت لأيام وليال أنها وجدت نصفها الثاني، وأنها ستعيش حياة أخرى مختلفة تماما، ولذلك لم تتردد كثيرا في قبوله زوجا لها، رغم أنها لا تعرف عنه الكثير الكثير، وكذلك لأنها لم تجد من يسدي لها النصح والتوجيه، بل رحب الكل بالفكرة وشجعها الإخوة على الزواج المبكر، وهي في 16 من عمرها، تزوجت الشابة، وصارت الأمور بينها وبين زوجها بشكل عادي وروتيني، وبالتدريج بدأت الأقنعة تتساقط وينكشف المستور ، لم يكن لدى ثريا الخيار ولا البديل،فعاشت مع الزوج في بيت أسرته في صراعات شبه يومية ، وبين عشية وضحاها وجدت نفسها زوجة مسؤولة ليس عن الزوج فقط بل عن أفراد عائلته، فهي الزوجة والخادمة المطيعة التي تنفذ أوامر الكل، صبرت وتحملت ولم يمض الكثير من الوقت لتتحول ثريا إلى أن تنتظر مولودتها بفرحة، لكن سرعان ما تحولت فرحتها إلى غم وحزن، فبعد أن وضعت ابنتها تطورت المشاكل والمناوشات الزوجية، فاستحالت الحياة إثر ذلك بين الشريكين وسار كل في مساره..

الطلاق والعودة..
كانا نقطة التحول الأولى

لم تجد الزوجة المنكسرة الجناح بدا من العودة إلى بيت أسرتها، لكنها لم تعد إليه كما غادرته، بل هي الآن امرأة مطلقة بابنة ، ولكم أن تتصوروا الفرق وإشارات الأصابع والاتهامات في مجتمع لازال يعيش على هذه التناقضات ويكيل للمرأة المطلقة دون الرجل.

عاشت ثريا وابنتها "إلهام" في بيت عائلتها الذي كانت تقطنه الأم والإخوة رفقة زوجاتهم وأبنائهم، حيث كان هذا البيت هو الإرث الوحيد الذي تركه الأب قبل رحيله لأبنائه الأربعة : سعيد، سهيلة، أحمد ، وثريا، وترك معه فقرا وحاجة ومحنا ومشاكل في الطريق، تألمت ثريا كثيرا... فبعد أن عادت من تجربة الزواج الفاشلة بدأ الكل يرمقها بنظرات تحمل أكثر من معنى، تقول ثريا: "أحسست أنه لم يعد لي مكان بينهم ، وكان يجب علي أن أبحث لنفسي عن زوج آخر يسترني وينفق علي وعلى ابنتي عوض أن أبقى عالة عليهم"... وتضيف :" دائما كنت أحس أنني عنصر غير مرغوب فيه داخل البيت رغم أنه بيت والدي، ولذلك كنت أحرص أن لا أدخل في مشادات كلامية مع زوجات إخوتي اللواتي رفضن أن آخذ غرفة من البيت يأويني وابنتي، واعتبرنني أنزع حقهن وحق أبنائهن، كما أن أمي التي صارت امرأة عجوزا كانت لا تملك أن تتدخل، لأن إخوتي هم من كانوا يقومون بكل الأعباء المادية داخل البيت، وكانت ترفض أيضا قسمة البيت ، وتقول هذا البيت تركه المرحوم هكذا، وهكذا سيبقى إلى أن يقبض الله روحي".


فكرت ثريا في البحث عن عمل لتتجنب المشاكل مع إخوتها وزوجاتهم، فاشتغلت في إحدى معامل النسيج لتشغل وقتها وتعيل نفسها وتؤمن مصاريف دراسة ابنتها، التي تكبر وتكبر معها مشاكل من نوع آخر، إلا أن القدر سيفاجئها بما لم يكن في الحسبان.

طبق عشاء
مغموس بالموت البطيء..

انهمكت ثريا في عملها لفترة لا تتعدى أسابيع، تخرج من البيت صباحا ولا تعود إليه إلا بعد أن يسدل الليل ظلامه، أخذت الأمور طابعها الروتيني وسارت بشكل عادي، وفي إحدى الأيام عادت ثريا إلى البيت والساعة تشير تقريبا إلى 10 ليلا، وكانت تتدهور جوعا، ذهبت إلى المطبخ تبحث عما يسد رمقها فوجدت زوجة أخيها هناك، وأخبرتها أن ترتاح وستأتي لها بحصتها من وجبة العشاء، وبالفعل ذلك ما كان،جاءت زوجة الأخ بالأكل وجلست ثريا وابنتها وزوجة الأخ جميعا على المائدة أكل الجميع وخلدوا للنوم.
في تلك الليلة شعرت ابنة ثريا بمغص شديد في معدتها ورغبة في التقيؤ، قامت الأم بإعداد مشروب بـ"الزعتر" لها وهدأتها، مخبرة إياها أن الأكل في وقت متأخر ما يفعل ذلك، لكن حالتها بدأت تسوء يوما بعد يوم، انقطعت شهيتها، وبدأت تتقيأ باستمرار، وتسقط مغمى عليها، هال الأم ما اصاب ابنتها فحملتها إلى طبيب عمومي، فأخبرها بأنه الإرهاق فقط وانخفاض الضغط في الدم، ووصف لها بعض المهدئات، لكن حالتها زادت سوء، حارت الأم ولم تعد تعرف كيف تتصرف، فقررت أن تتصل بطليقها ووالد ابنتها، لتشرح له حال ابنته، فجاء هذا الأخير وحمل ابنته متوجها بها إلى أحد الأولياء كان ذلك سنة 2006.

كشف المستور...

إنه "التوكال" كانت الكلمة الأولى التي تلقفتها أذن الأب من طرف الفقيه المشهور ببراعته في استخراج "التوكال" ومداواته ، بل وكشف اسم واضعه ونوعيته.
أخبر "الفقيه" الأب بأنه يجب أن يقضي 3 أيام بلياليها في الضريح لتشفى ابنته من حالتها، وفي تلك الليلة قام بوضع حرز في عنق الفتاة بدعوى أنه سيساعدها على الخلود إلى النوم، وفي صباح اليوم الموالي أعطى الفقيه للفتاة المريضة محلولا مخلوطا بالحناء وبعض المستحضرات، فتقيأت قيئا أخضر اللون، حسب رواية الأب، ظلت تتبع نفس الأسلوب خلال تلك المدة ، كما أنها أصيبت بالإسهال المفرط الذي يعتبر في نظر الفقيه المعالج علامة دالة على جانب القيء على تخلص الجسم من "التوكال" ، يقول الأب:" الحمد لله، فقد تحسنت حال ابنتي لأن "التوكال" له ناسه الذين يعرفونه، أما الطبيب فلا يفقه فيه شيئا".

وتكسرت الثريا..

مرت السنين والأعوام وتوالت الأحداث، فبدأ الضعف يدب في جسد ثريا، وتبدلت سحنتها إلى ذبول، ورافقها مغص حاد في البطن مزمن، وبدأ شعرها يتساقط ، وجسمها يصيبه الهزال، فانقطعت عن العمل وبدأت في رحلة البحث عن حقيقة مرضها، شكت في بداية الأمر في السرطان، استنادا إلى تلك الأعراض التي كانت تظهر عليها، فعرضت نفسها على الأطباء، ولم تكن تتخيل أن بها نفس مرض ابنتها، وأنه تمت أذيتها بهذه الصورة البشعة.. لم تكن تؤمن بالكلمة المخيفة التي تبعث الرعب في النفوس، "التوكال" ولذلك كانت ترفض أن تدخل في دوامة الفقهاء والشوافات والعرافات، إلا أنها في المقابل لم تترك طبيبا عاما ولا أخصائيا سمعت عنه أو أرشدوها إليه إلا عادته، ولم تترك مرضا شكت فيه إلا وذهبت لفحصه ، لكن التحاليل كانت تشير دائما إلى خلوها من أي مرض خطير من تلك الأمراض المعروفة عند الأطباء ، تعبت نفسيتها جدا، وبدأت تشعر بنوبات تشبه الجنون، وتميل إلى العزلة وتشعر بالتهميش، ولم تعد تنام إلا بالمهدئات، وبعد أن يئست من حالها لزمت غرفتها تنتظر أجلها، إلا أن نصحتها إحدى جاراتها شفقة بحالها بالذهاب عند إحدى "الفقهاء السوسيين" لعل الشفاء يكون على يده، وبعد اخذ ورد، وافقت المرأة لأنه لم يتبق لها غلا هذا الباب الذي ستطرقه، والذي ربما يأتي الفرج منه، وبالفعل أخذوا موعدا مع الفقيه، فذهبت إليه ثريا رفقة الجارة، وبعد أن عاين حالتها وقام فاكتشف أن ما أصابها بفعل فاعل، وأنها تعرضت للتسمم أو ما يسميه أهل الاختصاص في السحر والدجل "التوكال"، كما أخبرها بأنها فرطت في نفسها، وأن ما أصابها من "توكال" هو قديم في جسدها ، وأنها عانت منه منذ 3 سنوات، وبأن وضعيتها صعبة، وتستلزم علاجا طويل الأمد.

طريق طويل دون جدوى

قضت ثريا أيام وليالي وهي تنفذ بالحرف ما يقوله الفقيه، سارت تتبعه إلى أي مكان، بل اضطرت إلى الاقتراض لتلبية كل طلباته، وفي كل مرة كان يخبرها بتحسن حالتها، فهو قد وجد كنزا لا ينبغي له أن يفرط فيه، بل عليه أن يستثمره لأطول وقت، استمرت على هذه الحال مدة 3 سنوات، وهي تجرب ما يقوله لها، تقول :" طقوس غريبة عشتها، فقد كان يطلبني أن أحضر ماء البحر وأوراق الدفلة والحناء، وأخلط الجميع وأشربه يوميا في الصباح الباكر، وكنت كلما تجرعت هذا المشروب أتقيأ حتى تخور قواي، مرة طلب مني أن أشتري حرباء من عند العطار دون أسأل عن ثمنها، وقام بطبخها لي مع بعض العناصر وأكلتها... فعلت كل ذلك على أمل الشفاء، لكن كل هذه الأمور لم تجدي أي نفع".
لقد جربت ثريا كل الوسائل العلاجية والطقوس الغريبة، وتحملت وأرهقت نفسها وأفنت عمرها بين المستشفيات والفقهاء إلى أن أخبرها مؤخرا أحد الأطباء بأنها تعاني من تسمم حاد في الأمعاء، وليست هناك أي إمكانية للعلاج، لأن الفحوصات أظهرت أن الأمعاء قد أرهقتها كثيرة الأعشاب والأدوية...


آلام متعددة..

كانت الأيام مليئة بالمشاهد المؤلمة والمواقف التي لا تنسى التي حفرت في ذاكرة ثريا، وحفرت معها الحزن والوهن.. تتألم ثريا ونفسيتها جد متعبة من أسئلة كثيرة لم تجد لها أجوبة، ما ذنبي في هذه الحياة حتى أعيش كل هذه المحن والعذابات؟ وهل الطمع والجشع يدفع لكل هذه السلوكات؟ وأين هو التطور الطبي الذي يتحدثون عنه ، وقد عجز الأطباء عن التعرف على مرضي وعلاجه؟ ونرى الألم يعتصرها حينما ترى نظرات الشفقة في أعين بعض من حضروا لرؤيتها ومواساتها، بعد أن استحالت إلى جسد شبح ولازالت تردد "لن أسامح من كان السبب في ألمي..." متمنية أن يسرع إليها الموت حتى ترتاح من هذا العذاب المستمر.



رأي الدين
الدكتور محمد الكرشافي
أستاذ في كلية الآداب
والعلوم الإنسانية عين الشق


السحر عمل من أعمال الشيطان، وخطأ ومعصية يسقط فيها حتى الرجال



الإسلامية، والشعوذة ليست إلا خرافات يؤمن بها الجهال ويربطونها بشكل واضح بالمناسبات الدينية، كليلة القدر و عيد الأضحى وعاشوراء وغيرها من الأوقات التي يجدر بالإنسان فيها التقرب من الله، والتمسك بالدين الإسلامي والرسالة المحمدية، باعتبارها فرصة ذهبية لكل من له حاجة أو دعوة لتقضى له عن طريق الصلاة والدعاء، فنجد كل من له جهل بالدين ولا يعرف قيمته ولا عواقبه يركض وراء الشرك والخروج عن طريق الله التي أمرنا بإتباعها، كما يجدر بنا الإشارة أن الفكرة السائدة التي ترجح كفة النساء في هذا الباب باعتبار أنهن أكثر فئة تقبل على السحر والإيمان بقدرات الأضرحة التي لا معنى لها، تعتبر فكرة خاطئة ولا أساس لها من الصحة، فالسحر عمل من أعمال الشيطان ، وخطأ ومعصية يسقط فيها حتى الرجال، والحديث هنا يجرنا على استحضار الموبقات السبع التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان بخاري ومسلم، حيث ورد السحر في المرتبة الثانية مباشرة بعد الشرك بالله، مما يبرز مدى صعوبة السحر وما مدى خطورته وكيف أن من وقع فيه يكون قد ارتكب أحد اكبر المعاصي ، لهذا فعلى الإنسان بصفة عامة ذكرا أو أنثى تجنبه.

رأي المختص
عبد اللطيف كداي
أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس السويسي

الشعوذة، الأضرحة، المواسم.. ليست إلا خرافات

إن الإيمان بالخرافات ناتج عن العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتخلفة التي قد تسم مجتمعا من المجتمعات، كما يعتبر نتيجة للبنية الذهنية وطبيعة الحالة النفسية للأفراد والجماعات، وهو لجوء واحتماء ببركات الأضرحة المزعومة خصوصا في المناسبات الدينية، وبالتالي هي خلاصة طبيعية لقهر نفسي لهذه الشرائح ، استجابت له بهذه الطريقة نتيجة للجهل وقلة المعرفة، فكلما تعرض شخص أـو جماعة لهزة نفسية عنيفة إلا ويجد أمامه من ينصحه بالذهاب إلى ولي معين، فيجري الناس وراءه اعتقادات خرافية عطلت لديهم آليات العقل والتفكير المنطقي، مما ولد لدى العديد من أفراد مجتمعنا نوعا غريبا من الإتكالية والعجز الفكري وقابلية تصديق أي خطاب مقدس من هذا القبيل.. وهذا لا يرتبط بالعصر الحالي كما أوضحنا من قبل، بل يمكن القول أن غالبية المدن والقرى بالمغرب منذ الماضي حملت أسماء أولياء وأصحاب الأضرحة ، و هذا يدل على المرتبة المتقدمة التي كانت لهؤلاء في أذهان الناس والسلطة أيضا.


ولا يقف السحر عند حدود المرأة أو عند حدود مناسبة دينية بالرغم من أننا قد نلحظ إقبال النساء على الشعوذة سيما في مثل هذه المناسبات، وإقبالهن يفوق إقبال الذكور، وذلك يرجع بالأساس إلى انتشار الأمية في صفوف النساء، لكن هذا لا يعفينا من مساءلة المجتمع بالإضافة إلى الدولة، فهناك العديد من المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية تدعم بعض الطقوس والعادات الغريبة، وترتبط بظاهرة الشعوذة والخرافة، حيث حاولت في البدء تنظيمها أو مراقبتها. بدل أن تحاول التخلص منها والحد من تأثيرها، وكان من الممكن لو أرادت السلطة أن تحول بعض هذه المواسم من طابعها الخرافي الشعوذي إلى مواسم ثقافية تنموية ، اجتماعية واقتصادية.


وتشهد عدد من المواسم طقوسا غريبة كل الغرابة من قبيل شرب الدم وذبح لغير الله، وتجمع "الشوافات" وغيرها، وبالنسبة للناس هذه أماكن "مقدسة" و"خالصة"، تضم قبورا لأشخاص "فوق العادة"، أصحاب "معجزات" معينة، وهذه المعجزات لاتزال ترافقهم إلى يومنا هذا حتى بعد مفارقتهم للحياة ، أي أن قاصدي هذه الأضرحة والمزارات لا يؤمنون بحدود المنطق ، وبالتالي فإن ممارستهم يجب أن تسمو على الطبيعة وعلى ما هو اعتيادي ومألوف، ومن ثم فإن سلوكهم يكون غرائبيا وعجائبيا من جهة لإمالة الناس وجعلهم أكثر تصديقا لما يقال عن هذا الولي، وبالتالي وضعهم في موقف تصديق كل الخرافات والطقوس الخاصة به..

حقيقة "التوكال"


"التوكال" كلمة تخيف العامة، وتعني بالتعبير الدارج كل ما يتم دسه للإنسان في الطعام أو الشراب من مواد سامة، بغية إلحاق الأذى به، وحسب الاعتقاد فإن حالة التسمم التي تنتج عن "التوكال"، تظهر من خلال بعض الأعراض المعروفة، كانتفاخ الجسم، والتقيؤ، وظهور بعض الأمراض الجلدية، وسقوط الشعر... وبحسب نوع العناصر والمقادير المستعملة، يحدد المستفيد من العملية الأثر المطلوب كإصابة بمرض مزمن، قتل فوري أو قتل بطيء..



ويعتقد العامة أن "التوكال" ليس سما عاديا، بل هو عبارة عن طعام مدسوس فيه بعض الأشياء السحرية التي يعدها المشعوذ الممزوجة بطلاسم سحرية ، وبمساعدة الجان خادم السحر

..
وقد يكون "التوكال" عبارة عن إبر أو أطراف آدمية أو أعضاء حيوانية كـ"مخ الضبع" أو الشعر أو الأظافر.. أو حبال أو مسحوق زجاج..


وقد قسم الدكتور الفرنسي شارنو، وهو طبيب شرعي في دراسة له عن "التوكال" خلال الفترة الاستعمارية، المواد المستعملة في المغرب، في وصفات التسميم الشعبية (المعروفة) تحت اسم "التوكال" إلى ثلاثة أنواع:


* سموم من أصل حيواني
* سموم من أصل نباتي.
* سموم من أصل معدني


ويندرج ضمن النوع الأول بيض بعض الزواحف وبعض الحشرات وأيضا رأس الغراب المحروقة وغيرها، وبالنسبة للنصف الثاني، دو الأصل النباتي، يتضمن الأوراق أو الثمار السامة لبعض النباتات البرية كتفاح الجن "بيض الغول" الشديد الخطورة على صحة الإنسان، (وشدق الجمل) الشديد التسميم بحيث يكفي غرام واحد منه لقتل إنسان، أما النوع الثالث من أنواع السموم ذات الأصل المعدني، فأشهرها الرهج (وهو حجر مستدير أصفر اللون في حجم حبة الحمص) وتباع هذه العناصر السامة لدى العطارين كأي مستحضرات عادية أخرى، رغم خطورتها الشديدة على صحة الإنسان، وتستعمل أغلبها مذابة في الوجبات المحلية الشهيرة كالك س ك س والحريرية (التي تخلط المادة السامة مع عناصرها "الثقيلة") وأيضا بعض المشروبات كالقهوة بدون حليب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://press.forum.st
 
قدم لها "التوكال" مع طعام العشاء لتتغير حياتها للأبد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: سحر و شعوذة-
انتقل الى: